لروايات ستيفن كينج طعمها الخاص، ونفسها المرعب، عندما يتألق قلمه في وصف حالة الرعب النفسية التي يمر بها أبطال رواياته تماماً، كما فعل سابقاً في "الميل الأخضر" والجزء الأول من "ملفات إكس"، ورائعته في عقد الثمانينيات التحفة "الإشعاع" والتي قدمها للشاشة المخرج الراحل ستانلي كيبوريك، وغيرها من الأعمال التي يقدرها الجمهور والنقاد على حد سواء.
في هذا العام نجد التعاون المثمر الذي كان بين المخرج السويدي ميكائيل هافستروم والكاتبين مات غرنبريغ وسكوت ألكسندر، عندما اتفقوا مع ستيفن ليحولوا واحداً من أرعب أعمال "كينج" لشاشة السينما، والتي تستعرض بكلاسيكية مخيفة جداً قصة غرفة شهيرة في أحد الفنادق المعتقة في مدينة نيويورك، عندما تتحول لشبح مخيف يختطف روح كل من يجرؤ على الإقامة فيها، ورقم تلك الغرفة هو 1408.
يقرر الشاب "ميكي" عمل تحقيق حول تلك الغرفة، في محاولة منه لوضع كتاب يتحدث فيه عن ألغاز وأسرار تلك الغرفة، والتي تحول قاطنوها إلى موتى في الساعات الأولى من سكنهم فيها، يقرر الفندق رفض طلب "ميكي" عندما حاول أن يحجز ليقيم في تلك الغرفة.
يقرر في المقابل "ميكي" بعد رفض طلبه أن يرفع دعوة قضائية ضد الفندق، وذلك بحجة الكذب والتهرب من إعطائه حقه في السكن في تلك الغرفة غير المرغوب فيها، فيقرر صاحب الفندق "أولين" أن يقابل "ميكي" لينصحه بعدم السكن في تلك الغرفة، والتي كانت طوال الخمسين سنة الماضية مكاناً مخيفاً لأي شخص يقرر السكن فيها، فهناك ما يقارب مئة شخص ماتوا فيها، بالإضافة إلى من فقد سمعه أو بصره، وهناك من قام بالانتحار عن طريق رمي نفسه من نافذة الفندق، إلى آخر القصص التراجيدية المخيفة، والتي حاول المدير صوغها بشكل مخيف، ليجعل من "ميكي" يراجع قرار السكن في الغُرفة المشؤومة.
1408 واحد من أجمل الأفلام الحديثة التي صنعت في مكان واحد، وحدث واحد وشخصية رئيسية واحدة تقريباً، والفيلم يمثل منعطفاً هاماً في أسلوبية صناعة أفلام الرعب النفسي، متخذاً أسلوب الضغط النفسي والإرهاب عن طريق تقنية الصورة، وسيلة لإخافة المُشاهد بشكل غير معهود من قبل وغير تقليدي، لنقل إن أسلوبية تنفيذ الفيلم من الناحية النفسية قريبة لحد ما من مدرسة المخرج الفرد هوتشكوك عندما صنع فيلمه "النافذة الخلفية".
قد يكون هذا الفيلم هو المدرسة الحديثة في أيقونة المكان الواحد لأفلام الرعب لنتوقع في المستقبل أن تظهر أفلام أخرى على نفس المنهج، خصوصاً وأن تكلفة نوعية هذه الأفلام لا تكون بالعادة كبيرة.
الفيلم من بطولة جون كازاك وصامويل آل جاكسون، وقد حقق أرباحا عالية قدرت بـ 80 مليون دولار في أمريكا وحدها، رغم ميزانيته المتواضعة، والتي لم تتعد 25 مليون دولار، وهناك آمال وإن كانت بسيطة أن يترشح الفيلم لجوائز نهاية العام عن فئة "أفضل سيناريو مقتبس".
الفيلم جدا مثير ورائع يشدك من أول لحظة الى النهاية .. تقييمي الشخصي 8,7 من 10