لا تعمل مثل فريد الأطرش وتقول لي .. على بالي على بالي حبك دايما على بالي .. فلا شك ان فريد كان عاشقاً " فاضي " متفرغا لعشقة لا يشارك في الانتخابات ، ولا يذهب الى مصلحه الضرائب ولا ينحرق دمة مليون مررة في اليوم مثلنا .. فهو عاشق على قلبه مراوح ومسقعً بطيخه وقاعد في التكييف ومعندوش مشاكل ، فلماذا لا يتذكر حبيبته عمّال بطّال وقد تبارى الشعراء في تذكر الحبيبه في مواقف عجيبه تدل على انه ( العاشق يعني ) كان ( بيقرًّع ) عليها وعلينا ..
ويتذكر عنتره بن شداد عشيقته وهو في موقف لا يحسد عليه .. في وسط المعركه والرماح نازله ترف .. وواحد منهم معدى جنب عينه كان ح يطيرها .. ويبقى بعدها الاعشى مش عنتره .. والسيوف رايحه جايه .. يعني مش وقته خالص .. ولكنه يقول :
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لانها
لمعت كبارق ثغرك المتبسمي
هل رايتم بالله عليكم جنونا وعبطاً اكثر من كدا .. واحد داخل عليه بالسيف .. يقوم عنتره يقول ايدك ابوسها ؟!!
وهذا بالطبع شجاعاً اخر ، اسمه " الرشيق " كان على ظهر سفينه والبحر هاج وتلاطمت الامواج وسقطت الصواري على رؤوس البحارة .. في وسط هذه الضجه والصراخ .. قال إيه .. شاعرنا الرشيق قاعد على جنب وعايش مع نفسه يتذكر الحبيبه ..
ولقد ذكرتك في السفينه والردى
متوقع بتلاطم الامواج
وعلت لاصحاب السفينه ضجه
وانا وذكرك في ألذ تناجى
يادي المعر اللي في الشعراء !! الرشيق ح يعمل في فيها تايتنك .. ياعم نُط
وان كان الرشيق فعلها بحراوي .. فالشاعر الاخر _ الظفراوي _ فضل ان يتذكرها صحراوي .. حينما تاه في الصحراء ونفد الماء وظهر السراب في الافق وبدا شاعرنا يلوِّش بأه .. وبدلاً من ان يكتب قصيده في زجاجه كازوزة ساقعه شويه في الحر والعطش اللي هوه فيه .. يكتب لحبيبته ويقول ..
إني لاذكركم وقد بلغ الظمأ
مني فأشرق بالزلال البارد
وأقول ليت أحبتي عاينتهم
قبل الممات ولو بيوم واحد
ويعود ابو الحسن الوزير الشعر ليتذكر حبيبته عند الموت عملا بالقول الشائع .. اذكروا محاسن موتاكم والشيء الوحيد الذي يسعده يرحمه الله ويغفر له بأه .. ان حبيبته اكيد ح تروح الجنازة ..
ولقد ذكرتك عند آخر نظرة
مني لقومي والحمام مهددي
فبكي الجميع وكنت ابسم بينهم
أملا بأنك حول نعشى في الغد
وكما ترون الصورة .. الكل يبكي ويولول عليه .. وهو سعيد فرحان لان حبيبه القلب ح تيجي تعمل الواجب .. وانا لا ادري بصراحه مالذي يؤكد له أنها ح تيجي تعزى ؟!! و أنا أوكد بأه .. انها ما راحتش عشان كان عندها ظيوف ..
اما شاعرنا الاخر الذي تذكر حبيبته في موقف أبلغ واصعب من كل ماسبق فيقول ..
ولقد ذكرتك والحمار معاندي
فوق الشريط وقد اتى الوابور
ياعيني : طالع هو بالعربه الكارو يستفتح ، وجه الحمار على قضيب القطار وحرن .. تربس في الارض .. والقطر جاي .. يقوم شاعرنا ( العربجي ) بدلا من ان يلسعه واحده على قفاة عشان اليوم يعدي على خير راح شارد وسارح في حبيبته .. قد ايه لطيفه ؟!! قد ايه رقيقه ؟!! ياعيني على جمالها !!
والقطار جاي عمال يصفر .. واخونا ولا هو هنا .. عايش في ملكوت تاني .. بس الحمد لله .. يقال ان الحمار قد نجا بأعجوبه
واخيراّ فهولا الشعراء أوقعونا في مأزق ، فصارت المراة تطالب الرجل بأن يتذكرها في احلك الظروف واصعبها .. وهذا لا يحدث طبعا على مستوى الواقع . فحينما حدث الزلزال الرهب في 92 اتهمتنا زوجاتنا جميعا اننا انذال ، وسمعتا تصرخ في صديقي المسكين قائلة .. ده انت ساعه الزلزال اللي ماقولتلي كلمة حلوة تشجعني بيها .. واخذت ديلك في اسنانك وقلت يا فكيك .. دي آمال صاحبتي يوم شقتهم ماولعت جوزها مابطلش .. خلي بالك يا آمال .. باحبك يا آمال .. حاسبي على جمالك يا آمال باموت فيكي يا آمال ..
ثم اطرقت في حزن وقالت يالّلا .. الناس الكويسه عمرها قصير .. وهكذا عرفت مصير جوز آمال .. قلت لها يا عزيزتي نحن نتذكركن كثيرا ولكن احيانا الظروف .. قاطعتني قائلة .. يمكن قبل الجواز .. انما بعد الجواز ، مرت الواحد فيكوا ولا تيجي على باله .. انت مش شاعر ؟!! قلت لها احيانا .. فقالت في تحد بذمتك كتبت حاجة في مرآتك بعد الجواز ؟!! قلت لها وانا انفى التهمه بشده .. حصل .. كتبت .. قالت .. سمعني .. قلت لها ..
ولقد ذكرتك والمرتب في يدي
في اول الشهر الكئيب يضيع
فوددت تقبيل السيوف لانها
طارت تؤكد اننا سنصيع ..
<< والله من الفضاوه ياناااس ليله امتحان وانا اعلمكم متى تتذكرون حبايكم